البهائية هي دين عالمي منتشر منذ عقود، ظهرت علنيا في بغداد سنة 1863 على يد الشاب ميرزا حسين المسمى بـ “بهاء الله” وسميت على اسمه الديانة باعتباره نبي البهائيين حسب اعتقاد اتباعه. وتقوم الديانة البهائية على توحيد البشرية، ويؤمن البهائيون بوحدانية الله وبالتجلي الإلاهي للرسل في أزمنة مختلفة وبضرورة تعاون البشر من أجل الإنسانية، وينبذون العنف، والتشدد، والإقصاء، وكل أشكال التعصب.
تعلن هذه الرسالة في جوهرها أن البشرية أسرة واحدة وتخبر أنه قد حان الوقت لتتّحد الشعوب والملل
البهائية في تونس
يرجع دخول الدّين البهائي إلى تونس إلى سنة 1921م، أي منذ حوالي القرن، عندما حلّ بتونس السيّد محي الدّين الكردي، وهو بهائي مصري من شيوخ الأزهر، كان في زيارة إلى تونس واستقر فيها لتبليغ رسالة بهاء الله، مكلفًا من عباس أفندي (1844 -1921) المُلقب بعبد البهاء، وهو نجل بهاء الله.
بعد قُدوم الشيخ الكردي، آمن عدد من التونسيين بالدين البهائي وساهموا بدورهم في مشاركة الديانة البهائية مع أصدقائهم ومعارفهم. ومنذ ذلك الحين، يعمل البهائيون في تونس على تطبيق تعاليم دينهم من خلال المشاركة الفعالة مع أبناء مجتمعهم لِبناء قِيمٍ روحانية وأخلاقية تساعدهم على المساهمة معًا في بناء حضارة إنسانيّة جديدة عالميّة الأبعادِ تتميز بتناسق بين التطور الروحاني والمادي، وهم بذلك يعتبرون أنفسهم جزء لا يتجزّأ من نَسِيج مُجتمعِهم مُلتزمون بخدمته ومُتفانون في محبّته.
أضحى للبهائية وجود فعلي في تونس بعد تأسيس المركز البهائي العام في العاصمة التونسية رغم عدم منح الدولة ترخيصاً قانونياً للبهائيين للنشاط، وفي عام 1969، أصدرت السلطات قانوناً يتعلق بـ”الاجتماعات العامة والمواكب والاستعراضات والتظاهرات والتجمهر”، انجر عنه حل المحفل الروحاني الإقليمي لشمال غرب إفريقيا، الذي كان مقره تونس ويشرف على 18 محفلاً روحانياً، منتشرةً في منطقة شمال غرب إفريقيا.
لكن المحفل الروحاني البهائي التونسي عاد للنشاط بعد انتخابات ذاتية منذ عام 1972 لكن دون اعتراف رسمي قانوني، لكن في المقابل لم تقمع وجودهم أو تمنع نشاطهم. وتعاملت معهم على أن وجودهم غير رسمي رغم أن أنشطتهم تنظم بشكل سنوي عن طريق المحفل الروحاني المركزي أو الانتخابات التي تختار الأعضاء القائمين على المركز. ولكن في عام 1984 أغلقت السلطات المركز البهائي العام، وسبقت ذلك حملة إعلامية تونسية على البهائية وصفتها بـ “الحركة الهدامة وصنيعة الصهيونية”. جاءت هذه الحملة في سياق السياسية التي انتهجها رئيس الوزراء التونسي، وقتذاك، محمد مزالي.
.
عاد المحفل الروحاني البهائي التونسي للنشاط بعد انتخابات ذاتية منذ عام 1972 لكن دون اعتراف رسمي قانوني، لكن في المقابل لم تقمع وجودهم أو تمنع نشاطهم.